شعار الموقع

الاستثمارات الصينية تدفع النمو الاقتصادي في مصر

2025-02-25

قال مراقبون إن الاستثمار الصيني أمر حيوي للتنمية الاقتصادية في مصر، خاصة مع عزوف المستثمرين الغربيين، حيث يتوقعون المزيد من الاستثمار المتبادل المنفعة والتعاون التكنولوجي بين البلدين.

أكد ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية، على أهمية اتفاقيات التعاون الأخيرة مع الصين.

وأضاف أن "هذه الصفقات لا تشير فقط إلى ارتفاع الاستثمارات الصينية، بل إنها تشير أيضا إلى موافقة الصين على مشاركة التقنيات المتقدمة مع مصر. وهذا يتماشى مع جهود القيادة المصرية لتوطين الصناعة".

وأكد حلمي أن الاستثمارات الصينية لها أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المصري.

وأضاف أنه في حين ابتعدت بعض الدول الغربية عن الاستثمار في قطاعات تكنولوجية مصرية معينة، أصبحت الصين شريان حياة للبلاد. وتسعى مصر بنشاط إلى توطين هذه التقنيات، وخاصة في قطاعات مثل تصنيع السيارات الكهربائية والتقليدية، وتطوير الأقمار الصناعية، ومراكز البيانات، واتصالات الجيل الخامس.

وفي السنوات الأخيرة، تسارع تدفق المشاريع الصينية في مصر بشكل كبير، مدفوعاً بإصرار سياسي قوي داخل البلاد على جذب الاستثمارات الصينية.

ومن أحدث المشروعات إنشاء مصنع سيارات لشركة جيلي الصينية بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا. وبدأ المصنع إنتاج السيارات في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن المتوقع أن يتم تصنيع 30 ألف سيارة في المصنع سنويا خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وفي ديسمبر/كانون الأول أيضا، وقعت شركة السويس لطاقة الرياح المصرية اتفاقية مع شركة باور كونستركشن كوربوريشن الصينية لبناء مزرعة رياح بقدرة 1100 ميجاوات في خليج السويس. وبمجرد اكتمالها، ستصبح مزرعة الرياح واحدة من أكبر المزارع من نوعها في أفريقيا.

قال السفير علي الحفني، السفير المصري الأسبق لدى الصين والذي عمل مساعدًا لوزير الخارجية المصري، إن الصين أصبحت من أكبر المستثمرين في مصر، مضيفًا أن تنامي الاستثمارات الصينية في مصر هو نتيجة مباشرة للشراكة القوية والاستراتيجية بين البلدين، والتي تعززت في عام 2013 بعد مشاركة مصر في مبادرة الحزام والطريق الصينية.

كما أطلقت الدولتان مشروع منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية "تيدا السويس"، والذي يقع بالقرب من قناة السويس. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تكرار نجاح تيانجين، المركز الصناعي الرئيسي في الصين.

قال أحمد رضوان الرئيس التنفيذي لشركة مصر تيدا للاستثمار، إن منطقة تيدا تضم ​​حاليا نحو 170 شركة من القطاع الصناعي والخدمي، ومن المستهدف الوصول إلى 200 شركة بنهاية 2025.

الصناعات التقنية

وأكد رضوان أن الصين تعمل على جلب الصناعات المعتمدة على التكنولوجيا إلى مصر، مثل الطاقة المتجددة وإنتاج الصلب.

وأشار إلى تنوع الاستثمارات والمشاريع الصينية في هذه المبادرة، بما في ذلك صناعات مثل "المنسوجات، والأجهزة المنزلية، والمواد الكيميائية، ومعدات البترول، ومعدات الضغط العالي والمنخفض، ومواد البناء، وصناعة الألواح الشمسية، وتصنيع الدراجات النارية والتوك توك، وتكنولوجيا الهاتف المحمول".

وبحسب وزارة الاستثمار المصرية، فمن المتوقع أن تتجاوز الاستثمارات الصينية في منطقة تيدا 3 مليارات دولار بحلول يونيو 2024.

وتكشف البيانات المصرية الرسمية أيضًا عن ارتفاع كبير في الاستثمارات والتجارة الصينية بين البلدين العام الماضي.

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت الاستثمارات الصينية في مصر بنحو 443 مليون دولار في النصف الأول من السنة المالية 2023-2024.

وأكدت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر هذا النمو، مشيرة إلى أنه اعتبارًا من أكتوبر 2024، تعمل في مصر أكثر من 2000 شركة صينية، بإجمالي استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار.

وتتولى الشركات الصينية أيضًا مسؤولية تطوير منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، والتي تتصورها الحكومة المصرية كمركز اقتصادي مستقبلي.

وقال حلمي رئيس غرفة التجارة المصرية الصينية إن السوق المصرية توفر أيضا "فرصا واعدة" للمستثمرين الصينيين.

وأوضح حلمي أن "هذا التعاون يضمن للصين فرصا واعدة في السوق المصرية الواسعة، وكذلك في كل أنحاء أفريقيا".

 


أخبار ذات صلة